اية عضو مهم
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 30/08/2009
| موضوع: تمخض النيل فولد وحوشا ........كم انت رخيصة يا مصر الأربعاء نوفمبر 18, 2009 2:25 pm | |
| تمخّض النيل فولد وحوشا
| لا أحد يصدقّ أن الاعتداء المصري على الفريق الوطني الجزائري بالحجارة بعد خروجه من مطار القاهرة مباشرة باتجاه مقر إقامته بعاصمة مصر كان تلقائيا ومجرد عمل فردي. فمصر تعيش في حالة الطوارئ منذ سنوات طويلة إلى يومنا هذا؛ حيث إن الجيش المصري يوجد في كل مكان في البلاد وبعشرات الآلاف. ومن المعلوم أن منطقة مطار القاهرة محروسة بالأمن وبالجيش على نحو خاص جدا نظرا لحالة الطوارئ، وبسبب عوامل أخرى لا داعي للخوض فيها. ومن هنا، فإن الأمن المصري والقيادة المصرية هما المسؤولان عن المجزرة التي خصّ بها أبناء المليون ونصف المليون شهيد وشهيدة. إنه من غير المعقول ألا يرافق الأمن المصري الوفد الرياضي الجزائري الضيف من المطار إلى مقر إقامته عملا بالبروتوكول الدولي. علما أن هذا الفريق يمثل الدولة الجزائرية رسميا، ويعتبر رمزا من رموزها الوطنية بكل ما تحمله كلمة الرمز من دلالات وقيم ومعاني يلتف حولها الشعب الجزائري، ويعدها جزءا عزيزا من كبريائه وهويته. فالمسألة إذا ليست مسألة شلة من الشباب المصري الضائع والمتوحّش، وإنما هي عمل مخطّط له لكي يتم تدمير الفريق الوطني الجزائري نفسيا قبل خوض المباراة، وحتى الآن لم نسمع ولو شبه أخبار عن قيام الأمن المصري باعتقال الذين نفذوا الجريمة. ويجعلنا هذا الموقف نتساءل عن مهنية هذا الأمن، وعن مدى تحكمه في الأوضاع، وعن مدى تورطه في الحادث أيضا. هذا على الصعيد التنظيمي والأمني والحق في الضيافة وتقاليدها. ولكن هناك أسباب أخرى لـ''هكذا'' عدوان، فالنظام المصري قد عزل الشعب المصري لسنوات طويلة عن محيطه العربي، والإسلامي، وفرض عليه القبول بإسرائيل وعلمها الذي يرفرف في سماء القاهرة، ويتحدى دماء شهداء مصر وشهداء الشعوب العربية الذين سقطوا برصاص إسرائيل في عام 1967، وفي حرب أكتوبر، كما فرض على الشعب المصري أن يقبل بنصف السيادة الوطنية على أرضه في سيناء إلى يومنا هذا. إن عزل الشعب المصري من قبل نظامه قد توج بلعب هذا الأخير دور العراب في تدمير الجيش العراقي، ومن ثم احتلال العراق وتحويل معظم دول الخليج إلى مستوطنات للقواعد العسكرية الأمريكية، ومسرحا للمخابرات الإسرائيلية. إن هذه الحقائق لاينبغي أن تخفي حقائق أخرى لها ضلع في انسحاب مصر من القضايا العربية مقابل صدقة مالية أمريكية سنوية تقدر بـ5,2 مليار دولار، وفلول السواح الذين تبرمجهم الوكالات السياحية العبرية والصهيونية. إن من يقرأ الكتب التعليمية المصرية، وكذلك مختلف المقررات، فإنه يجدها متأثرة بالنزعة الشوفينية والنرجسية، إذ لا يوجد اعتبار للإنتاج الثقافي والأدبي والفني والفكري الوطني الجزائري، بعكس ما هو سائد في المنظومة التعليمية بالجزائر؛ حيث تربينا على نصوص وتواريخ أحمد عرابي، وسعد زغلول، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وأحمد أمين والعقاد، وحتى عبد المعطي حجازي. وذلك في إطار تفتح الجزائر على الثقافة العربية - الإسلامية. إن إنكار النظام المصري لهذه الأواصر بواسطة إحيائه للنزعة الفرعونية الرجعية التي لعنها القرآن، وبارتباطه بالاستعمار الأمريكي في العراق، وفي أفغانستان، وتخندقه مع إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والسوري واللّبناني في استعادة الأراضي المحتلة هي التي فرضت على جزء من الشعب المصري هذا السلوك العدواني تجاه أبناء الجزائريين الذين استشهدوا من أجل تحرير الإسماعلية، وسيناء وخط برليف، والعريش من الاحتلال الإسرائيلي. هناك أيضا مزاعم الإعلام المصري والمؤرخ ورجل المخابرات النرجسي، فتحي الدين، اللذين يدعيان بغير حق، وعلى نحو مزيف ومكشوف، بأن مصر هي التي حاربت فرنسا في الجزائر، وأنها هي التي حررتها من الاستعمار. وهنا ندعو هذا الإعلامي أن يسمي لنا ولو اسم شهيد مصري واحد سقط في أرض المعركة بالجزائر ضد الاستعمار الفرنسي. |
| |
|