nouna عضو مهم
عدد المساهمات : 139 تاريخ التسجيل : 10/11/2009 الموقع : نصر الجزائر العمل/الترفيه : ادرس في ثانوي المزاج : ديما زاهيا
| موضوع: قصة غريبة الثلاثاء مارس 23, 2010 7:57 pm | |
| السلام عليكم.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكانٍ قديمٍ ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ، </SPAN> كانت البقالة شبه خالية ، وكان فيها رجل طاعن في السن ، يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ، </SPAN>
ولميلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ، ورد الرجل التحية بأحسن منها ، </SPAN> وكان يغشاه هدوء غريب ، وثقة بالنفس عجيبة .. وسأل الوالي الرجل </SPAN>: </SPAN> دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟</SPAN> أجاب الرجل بهدوء وثقة : أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق </SPAN>!!</SPAN> قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية </SPAN>.. </SPAN> فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال </SPAN>:</SPAN> هل أنت جاد فيما تقول !؟</SPAN> أجاب الرجل </SPAN>:</SPAN> نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه </SPAN>!!</SPAN> دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة </SPAN>.. </SPAN> وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال </SPAN>:</SPAN> ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع </SPAN>!!</SPAN> قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها </SPAN>....! </SPAN> ولم يبق معي سوى لوحتين </SPAN>..!</SPAN> قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة </SPAN>!!</SPAN> قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة </SPAN>:</SPAN> نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً </SPAN>..!</SPAN> تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها </SPAN>:</SPAN> ( فكر قبل أن تعمل ) ..تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال</SPAN> </SPAN></SPAN>: </SPAN> بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟</SPAN> قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط </SPAN>!!</SPAN> ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ، </SPAN> وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟</SPAN> قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن </SPAN>!!</SPAN>
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب </SPAN>.. </SPAN> وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ، </SPAN> فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة </SPAN> حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ، </SPAN> ض حك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ، </SPAN> ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء </SPAN>.. </SPAN>
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر </SPAN>..!!</SPAN> لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل </SPAN>!! ) </SPAN> فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك </SPAN>..!!</SPAN> وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ، </SPAN> قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر </SPAN>..!!</SPAN>
ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ،</SPAN> ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده </SPAN>..!!</SPAN> لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،</SPAN> ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ </SPAN>: </SPAN> بعتك هذه اللوحة بشرط </SPAN>..!! </SPAN> قال الوالي : وما هو الشرط ؟</SPAN> قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ، </SPAN> وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة </SPAN>..!!!!!</SPAN> فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق </SPAN>!</SPAN>
وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ، </SPAN> حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته </SPAN>!!!</SPAN> وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،</SPAN> واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ،</SPAN> وفي دقائق سيتم ذبح الوالي </SPAN>!!!!!</SPAN> ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،</SPAN> إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه </SPAN>..!! </SPAN> ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل </SPAN>!! )</SPAN> وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ، </SPAN> وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك </SPAN>:</SPAN>
( فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) ( فكر قبل أن تعمل</SPAN> </SPAN></SPAN>!! ) .. !!</SPAN> وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه </SPAN>..!!</SPAN> وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، </SPAN> وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!( فكر قبل أن تعمل </SPAN>!!) !!</SPAN> فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد </SPAN>!</SPAN>
وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه </SPAN>:</SPAN> ( فكر قبل أن تعمل</SPAN> </SPAN></SPAN>!! ) .. </SPAN> شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له </SPAN>!! </SPAN> وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة </SPAN>:</SPAN> ( فكر قبل أن تعمل</SPAN> </SPAN></SPAN>).. !! </SPAN> واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ، </SPAN> وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه </SPAN>..! </SPAN>
فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ، </SPAN> فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ، </SPAN> فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل </SPAN>! ) ..!!</SPAN> فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة </SPAN>!!</SPAN> وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به </SPAN>!! </SPAN> ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق </SPAN>..</SPAN>
وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ، </SPAN> وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه </SPAN>!!</SPAN> لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات </SPAN>!!</SPAN> = =</SPAN>
انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته .. بل بدأت بشكل جديد ، وفي صورة أخرى </SPAN>.!</SPAN> سألت نفسي </SPAN>: </SPAN>
لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا </SPAN>:</SPAN>
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك</SPAN> </SPAN></SPAN>..) </SPAN>
كتبها في عدة أماكن من البيت ، </SPAN> على شاشة جهاز الكمبويتر مثلاً ، </SPAN> وعلى طاولة المكتب ،</SPAN> وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب ، </SPAN> وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة </SPAN>!! </SPAN> وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته ، </SPAN> وفي أماكن متعددة من البيت ، وفي مقر عمله </SPAN>...!!</SPAN> ( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك</SPAN> </SPAN></SPAN>....) </SPAN>
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك</SPAN> </SPAN></SPAN>..)</SPAN> بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها ، وأعاد النظر فيها ، </SPAN> استقرت في عقله الباطن ، وانتصبت في بؤبؤ عينيه ، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره ،</SPAN> وتردد صداها في عقله وقلبه ، حيثما حملته قدماه ، رآها تواجهه ..ونحو هذا </SPAN>.. </SPAN>
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك.. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ..)أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه ، سيجد له اثراً بالغا في حياته ، </SPAN></SPAN> واستقامة سلوكه ، وانضباطاً في جوارحه ، وسيغدو مباركا حيثما كان </SPAN>..!!</SPAN> ها أنا أقدم لكم هذه الحكمة ومجاناً لا أريد منكم جزاء ولا شكورا </SPAN>..</SPAN> اللهم إلا دعوة بظهر الغيب </SPAN>..</SPAN> منقول</SPAN> جز الله كاتبها كل خير ونفعنا بما نقرأ</SPAN> وبالله التوفيق</SPAN></SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN> ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ</SPAN> | |
|