من جديد عادت نغمة رفض التطبيع التي سئمناها من بعض الفنانين والتي اتضح أنها "شو" ودعاية ومتاجرة بمشاعرنا الوطنية يستغلها بعض المطربين للدعاية لأنفسهم وجذب الأضواء اليهم فتنهال مكالمات الصحفيين وتكتب الأقلام عن الوطنية الجارفة التي يتمتعون بها، وعن ورفضهم للدولارات الخضراء من أجل عيون الوطنية، ويصدق هؤلاء النجوم انفسهم فينسجون القصص والحكايات.
كيف رفضوا تلك الإغراءات وكيف قاوموها من أجل عيون المبادئ والأخلاق ورفض التطبيع، ناسين أو متناسين أنها أصبحت نغمة محفوظة وشعارات فارغة، فرفض التطبيع ليس بالكلام ولا بالبروباجندا الإعلامية ولن تستطيع مهما كان اسمك أن تستغفل جمهور يعلم جيداً من المطرب صاحب المبادئ من غيره!
"ارفض الغناء في إسرائيل ولو بكنوز الدنيا " .. اكلشيه اعتدنا رؤيته عبر الصحف والمجلات الفنية صادر عن مطربينا المصريين والعرب يكشفون وراءه قصص وحكايات عن بطولاتهم ورفضهم الغناء في إسرائيل، ونستطيع من خلال تصفح مواقع الصحف الإسرائيلية أن نكتشف الجانب الآخر من الحقيقة، فكتاب الأعمدة في الصحف الإسرائيلية يتعجبون من تلك التصريحات مؤكدين أنها ققص وهمية صنعها خيال النجوم من أجل جذب تعاطف الجمهور، وتحدوا أن يكشف أي مطرب ممن رفض الغناء عن عقد أو دعوة مما يؤكد حقيقة رفضه.
الظاهرة فرضت نفسها من جديد بعد التصريح الأخير الذي أعلنه المطرب الشعبي سعد الصغير عندما كشف في تصريحات صحفية له أنه في إحدى المرات جاء إلى مصر متعهد حفلات أمريكي وطلب مقابلته ومعه مترجم وعرض عليه مليون دولار للغناء في إسرائيل وكان شرطه الوحيد السفر عبر الحدود الإسرائيلية مما يعني أن جواز سفره سيتشوه بالختم الإسرائيلي فرفض سعد العرض قائلا "قلت له: لو ملايين الدنيا.. مستحيل أسافر إسرائيل.. ولما أصر وبدأ يطاردني قلت له: والله العظيم، اللي بيرزقني، وجايب لي عربية هامر لو إدوني كنوز الدنيا مستحيل أغني في إسرائيل، والمترجم ترجمها له بالإنجليزي".
نفي سعد جاء في أعقاب نشر صحيفة معاريف الإسرائيلية لمقطع فيديو يظهر فيه المطرب الشعبي يغني خلف راقصة إسرائيلية وهو ما أنكره سعد وقتئذ نافياً معرفته بجنسيتها وأكد أنه لو عرف ذلك لرفض الغناء معها.
سعد الذي لا نعرف مدى صدقه في الواقعة السابقة نجده في الوقت نفسه يعلن رفضه الغناء للقضية الفلسطينية، أو الغناء ضد إسرائيل واصفاً من قام بالغناء لفلسطين ومن بينهم نجوم كبار مثل فيروز وهاني شاكر بأنهم "فنجرية بق" على حد وصفه و"غاويين شهرة" وخص بالذكر المطربين الذين شاركوا في أوبريت الحلم العربي قائلا: " لو كل واحد منهم طلع 100 ألف جنيه تبرع للفلسطينيين كانوا ساعدوهم بجد مش بكلام الأغاني".
تصريحات سعد الصغير التي نالت انتقادات واسعة من الوسط الغنائي مطالبين سعد بالتركيز على تغيير نوعية أغانيه والارتقاء بفنه متهكمين على إعلانه رفض الغناء في إسرائيل قائلين: ماذا سيغني لهم؟ هل العنب أو الحمار تصلح أن تكون أغاني عربية؟ إنه لا يصلح للغناء إلا في الأفراح الشعبية.
ولم ينتهِ مسلسل البطولة على سعد الصغير بل صرح المطرب الجزائري الشاب خالد أيضاً أنه لا يفكر في الغناء بإسرئيل ما لم يعترف الاحتلال بالدولة الفلسطينية معربا عن أمله أن يحضر تلك اللحظة التاريخية للسلام ليغني بعدها في البلدين.
كما صرحت مطربة أردنية أنها تلقت عروض بالجملة لإقامة حفلات في إسرائيل ومقابل آلاف الدولارات لكنها رفضت كل هذه العروض من منطلق وطني.
لا نشكك في ذمة مطربينا ولا ننتقد تصريحاتهم الوطنية والتي نتمني أن تكون حقيقية ونابعة من أعماقهم ولكننا نخسى أن تتحول القضية الفلسطينية إلى وسيلة متاجرة و"شو" دعائي يستغله النجوم للدعاية لأنفسهم وجذب الانتباه إليهم من جديد لأنها وقتها ستكون دعاية رخيصة لا ثمن لها وعلى من يصرح بذلك أن يكشف على الفور المتعهد والعقد الذي تلقاه ليفضحه علناً كي نصدقه