وقالت الألبومات كلمتها ..وانتعشت مبيعات سوق الكاسيت بعد "المنشطات" الغنائية التي تناولها عقب فترة طويلة من العقم والكساد الرهيب الذي جعلته يموت إكلينيكاُ إلى أن جاء ألبومي
عمرو دياب وتامر حسني الذي أعلن التحدي ليدخل في سباق مع عمرو لتتحسن حالة سوق الكاسيت، وليعلن تامر للجميع أن الصراع بين الاثنين أصبح صريحاً خاصة وأنهما يمثلان صراعاً خفياً بين الشركتين الأكبر في صناعة الموسيقي وهما "روتانا" و"عالم الفن".
"وياه" أم " هاعيش حياتي " . سؤال يطرحه باعة الكاسيت والسي دي علي زبائنهم الذين يحسدونهم على سرعة بديهتهم وتكون الإجابة إما "طبعاً الهضبة" أو "نجم الجيل".
ولا تقتصر المنافسة على المحال فحسب بل تبلغ ذروتها في الميادين العامة وتحديداً ميدان عبد المنعم رياض حيث يظهر بوستر تامر وهو بالمناسبة قريب الشبه جداً بالبوستر الخاص بهشام عباس في ارتداء البرنيطة والملابس الكلاسيكية، وهو ما تعجب منه الكثيرون خاصة وأن استايل ملابس تامر مختلف تماماً عما ظهر به في "هاعيش حياتي".
وبجوار بوستر تامر نجد بوستر دياب وهو "فارد" ذراعيه وكأنه يقول هل من منافس؟ .
وينتقل الصراع الي عالم السيارات، فبجولة سريعة في شوارع القاهرة التي تعزف سياراتها الخاصة والأجرة موسيقى على كل شكل ولون، نجد أن أجهزة الكاسيت في السيارات لا تتوقف عن تشغيل ألبومي عمرو و
تامر وانغام وجنات التي لا تزال صامدة أمام هجوم ألبومات الاخيرة بينما تراجعت بشدة ألبومات هشام عباس وهاني شاكر وصابر الرباعي.
ولكن ماذا عن لغة الأرقام والتي تعتبر الحكم الذي بيده صفارة انتهاء المباراة الغنائية ..الأرقام متضاربة والتسريبات مختلفة ولا تستطيع أن تصل إلى رقم حقيقي يدل عن نسبة مبيعات ألبوم النجمين، فأرقام منافذ التوزيع تختلف عن الأرقام المعلنة من قبل الشركات المنتجة للألبومات التي ترفض الإفصاح عن الرقم الحقيقي وكأنه "سر حربي".
إلا أن تسريبات الألبومات ونسبة التحميل العالية جداً من شبكة الانترنت أثرت بالسلب علي المبيعات.
ووفقاً لما أكدته منافذ التوزيع فقد طرحت شركة روتانا في الطبعة الأولي لألبوم "وياه" 200 ألف نسخة نفدت تماماً بعد أسبوع من طرحها، رغم أن منافذ التوزيع أكدت أن ألبوم دياب تأثر بشدة بسبب
شائعة التسريب قبل الإعلان عن إصدار الألبوم بثلاثة أيام.
أما ألبوم تامر فقد أكد موزعو الكاسيت أنه تم طرح طبعة أولى منه ب120 ألف نسخة نفذت بعد أسبوع من طرحها .
وعلى نطاق الصراع بين الشركات فقد أعلنت كل من "ورتانا" و"عالم الفن" أن مطربها تجاوزت ارقام مبيعات ألبومه سقف المليون وربع المليون نسخة خلال 10 أيام من طرح الألبوم في مصر وحدها، وبدأ الترويج والدعاية أن كل نجم في طريقه للفوز بجائزة الميوزيك اوورد وهو الصراع القادم بين الشركتين فمن نصدق ؟ .
بدون انحياز أو مجاملة نجد أن هناك فارقاً كبيراً في
المبيعات بين عمرو دياب وتامر حسني لصالح دياب، إلا أن لغة الأرقام لا تعرف الاستقرار ومن الممكن أن تنقلب المعادلة خاصة وأنك تبيع "سلعة " طويلة الأمد من الممكن أن تعلو أو تهبط أسهمها في أية لحظة وفقاً لدعاية الألبوم أو إصدار الكليبات، خاصة وأن وراء كل ألبوم شركة ذكية ومطرب ذكي يجيد قراءة الخريطة الغنائية.
فعمرو دياب يراهن على جمهوره الذي لا يخذله أبداً وكذلك على الفيديو الكليب الجديد، أما تامر حسني فيراهن على شركته المنتجة الجديدة التي ساهمت في صناعة نجومية دياب، كذلك يستغل تامر انتشاره في الحفلات الغنائية وكثرة تواجده الإعلامي.
والحقيقة أن الصراع أصبح واقعاً موجوداً بين نجم تربع على عرش الأغنية طيلة ربع قرن نجح خلالها في أن يقود السباق ويصبح ظاهرة غنائية، وبين مطرب صاعد بسرعة الصاروخ تعرض لظروف كانت كفيلة بإفشال وإحباط حلمه الغنائي .. إلا أن المفاجأة أنها ساعدته أكثر في الانتشار الأيام وحدها كفيلة بالكشف عن الفائز الحقيقي في معركة الإيرادات .. وإنا لمنتظرون!.