معنى الحب
الحب بمعنى إظهار المودة والرغبة فى تكوين علاقة مستمرة مع طرف آخر بصدق وإعجاب داخلي هو من أعظم نعم الله على عباده ولكن لا يستطيع إنسان مهما كان أن يعطى الحب والتضحية والتقرب إلى الأخر دون مقابل أو رد مناسب من الطرف الآخر .. لا يستطيع فعل ذلك لأنه فوق طاقة البشر ولان التعلق بطرف آخر دونما أي أمل فى التواصل معه واللقاء به هو نوع من الجحيم الاختياري لا يستطيع أغلب البشر الاستمرار فيه طويلاً ...
كيف يمكن الوقوع فى الحب ؟
هو سؤال لا معنى له ولا له إجابة واضحة فليس هناك طريق نمشيه يوصل للحب وليس هناك أعمال عندما نؤديها فإننا نشعر بالحب ولكنه قد يأتينا وقتما يريد خالق هذا الكون دون مقدمات أو هتافات .
والحب قد يأتي سريعاً وقد يأتى بطيئاً ولكن عندما يأتى الحب بطيئاً فإنه يكون أكثر نضجاً وأشد عمقاً وأقوى أثراً وقد لا يكون فى الواقع حب سريع أو حب مفاجئ ولكن ما يحدث فعلاً هو إعجاب مبدئى قد يتحول مع الأيام لحب صادق ومودة صاعدة وقد يتحول مع الأيام لشئ أخر … فالأيام والأحداث هى المحك الرئيسى والمختبر الصادق والمعمل الدقيق لمدى صدق الحب وعمقه لكل طرف … وبالطبع كلما كان الحب سطحى الأثر قصير الوقت كلما كان نسيانه سهلاً ميسوراً والعكس صحيح فكلما كان الحب عميقاً طويلاً كلما كان الابتعاد عنه أو نسيانه صعباً أليماً .........
هل الحب هو الصدق ؟
الحب عندى يساوى الصدق .. والإخلاص سر لا يعلمه الا صاحب هذا الكون فأنت وحدك مع الرب الكريم تعرف إذا كنت تحب هذا الطرف الآخر أم لا وأنت وحدك تعرف عمق التضحية التى يمكنك تقديمها من أجل هذا الطرف وأنت وحدك تعرف متى بدأ هذا الحب ؟ ولماذا انتهى ؟ ومتى انتهى ؟
و يستطيع كل إنسان أن يزعم الحب ويتحدث عن مشاعره نحو طرف آخر ولكن لا أحد يعرف مدى صدق أعماق هذا الإنسان إلا هو شخصياً والبشر يختلفون فى ذلك كثيراً … فقد يكون شخص ما يكن مشاعر عميقة صادقة نحو طرف آخر ولكنه عاجز عن إظهار هذا الحب او التعبير عنه … وقد يكون شخص آخر لا يحمل الحب بصدق ولكنه بليغ العبارة ومؤثر بكلامه على الطرف الآخر ولكن هذا وذلك فى أعماقه يدرك الحقيقة .. حقيقة مشاعره نحو طرف آخر.
أنت وحدك تعرف ما يسعدك وتعرف ما يجعلك تعيساً قد يستطيع الكثيرون القيام بدلاً منك بأعمال عديدة ولكن لا يستطيع أحد منهم أن يشعر لك أو يحب بدلاً منك ومن هنا تأتى أهمية اختيار الطرف الآخر فأنت وحدك صاحب القرار .. قد يساعد الأب وقد تساعد الأم ولكن قرارك الداخلى لا أحد يعرفه سواك .. ومدى صدقك مع نفسك يساوى مدى سعادتك فيما بعد … وأنت عندما تفعل ما يرضى ضميرك بصدق .. فلربما لا تصل للسعادة المنشودة ولكنك على الأقل لن تندم ولن تصيبك التعاسة فأنت اتخذت القرار الداخلى بصدق ونجوت من تأنيب الضمير ........
هل الجمع بين الحب والزواج ممكن ؟
عندما نعيش قصة حب قصيرة أو طويلة ولكنها لم تنتهي بما نريد .. لم تنتهي بزواج موفق سعيد … بذلك تكون قصة الحب لم تحقق كل أهدافها ولكننا لا نلوم أنفسنا كثيراً عندما نفشل فى الحب إذا كنا قد بذلنا كل جهد ممكن لإنقاذ هذا الحب من الفشل ولكننا عندما نفشل فى الزواج نلوم أنفسنا كثيراً ولا ننجو غالباً من تأنيب الضمير … لآن الحب مشاعر مخبوءة لا نستطيع التحكم فيها أو تغييرها .
بعكس الزواج الذي يحمل فى طياته مقدمات تؤدى إلى نتائج شبه معروفة سلفاً وهكذا تتعدد فى الزواج المقدمات وتكاد النتائج تكون ظاهرة قبل حدوثها فنحن نلمس أثار المقدمات ونشعر بشكل الزواج ونرسم صورة له أثناء الخطوبة وربما قبلها .
السعادة هى الهدف المنشود لكل كائن حى فى هذه الحياة … السعادة أن تطمئن وتهدأ وتنام ملء جفونك وتبتسم بفرح داخلى وتأمل فى غد آمن والسعادة هى الغاية من كل تحركاتنا وكل سكناتنا فى الحياة … والحب أحد الوسائل لبلوغ السعادة ولكن الحب رغم أهم .