كـفَـىّ ! لا تـُجـهـِض رجَـائـِي ..
لا تتركني وحدي، أنتحب في أزقةِ الفيفاءِ ..
كفى ! فإنِّي أجد في بكائي حيائِي ..
لا تجعلني أنضدُ آهتي الخرساء ..
وتأفِل بعيداً ..
فتمنع مائي وهوائِي ..
لا تترك البُعد ينهشنا ..
ولا تجعل اللحظات تقتنصنا ..
حتى لو كنتُ بعيدة ..
وحتى لو كنتَ العاشقَ النائِي ..
فهل يقدرُ الشوكُ ترك الصحاري ؟
وهل يقوى الصفصافُ العيش بغيرِ فناءِ ؟
كفى ! لا تترك الزمان يؤدبنا ..
فنحن لسنا بجناة ..
إنما في الحبِ سجناءِ ..
لا تُبكي أهازيج هديلي ..
لا تذهب هناك .. إبقَ معي ..
ندندنُ على عُودِ الهوى ..
وتُصغي إلى عذبِ غِنائِي ..
كفى ! لا تُريق الهم في قلبي ..
لا ترحل .. وتتركني كائن مثخن ..
يعلكه الدهر، ويرميه ..
أرجوك قُل لي ..
بأن البُعد ..
ليس القرارَ النهائِي ..
لا تُقشع آمالي ..
لا تقتُل حلم لم يُنجب بعد ..
لا تذهب ! أرجوك، أدرك توسلاتي ..
فحين سأسمح لنفسي بالتفريط فيك ..
سأكون في أوج غبائِي ..
أحبك ! وماذنبُ هذا الحب يُقتل ؟
ما ذنبُ احساسي المخبوء ..
الذي سيموتُ حين ترحل ؟
ما ذنبُ تلكَ الآه التي ..
قرَّحت حلقي، وأضنت لحائِي ؟
حبيبي، أُنظر إلى وجهي ..
بعد أن امتقعتُ ..
وقد أعياني الحزن ..
وتركتني بقرارك المجرم ..
وسط مصرع العشّاق ..
أصارع الدُجى .. وأُحتضر ..
وعِبراتي تقاطرت حزناً ..
فوق رِدائِي ..
أمتأكدٌ أنت ؟ من هذا القَرار !
الذي يمزق أشلائي ..
وكما الغِرار ..
كفى ! لا تقُلها ثانيةً ..
فكلمتُكَ هذه تقتلني ..
وتزيدُ عنائِي ..
بَعثِر ذؤابات شَعري ..
مزِّق سِمط قلادتي ..
حطِّم سِواري ..
افعل بي ما تشاء ..
اقتلني ..
بعثرني ..
شتتني ..
اجمعني ..
ولكن .. لا تعاقبني !
وتقول أنا راحل ..
أتعلم ماذا يعني لي هذا ؟
كأنك تقضِي على أنفاسِي ..
وتمنعُ عن عيني الضياءِ ..
كفى ! لن أقبل العيش في فقر المشاعر ..
ولن أرضى بأن يسيطر القحط على قلبي ..
وتصبح آمالي مشردة .. وجائعة ..
وكما هو حالي من دونِك ..
أنازعُ الوِحدة ..
وصراعُ كَربي وبَلائِي ..
كفاك حبيبي ترديد أقاويل الخيبة ..
كفى ! سئمت هذه الضوضاءِ ..
فلنكن أكثر بأذكياءِ ..
دعنا نرفع أيدينا للسماءِ ..
ونتضرع إلى الخالق ..
بأن تكونَ لي ..
وأكونُ لك ..
وأن الزمن لن يفرقنا ما حيينا ..
أرجوك حبيبي، دعني أتوسد الأمان ..
بين أضلعك ..
لا تجعلني أتوسل أكثر ..
لا تقتُل كبريائِي !
فما زال حِس الصبابة يخالجني ..
وفي كلِّ يومٍ جديد ..
أحبك أكثر !
فلا تذهب بعيداً ..
إبقَ هنا ..
لنحيا العُمر معاً ..
في هناءِ ..
اسفر عن خيالاتك ..
وسافر في الذكرياتِ إلى الوراءِ ..
تذكَّر، كيف كُنا ..
وكيف أصبحنا ..
تخيلني كيف كنتُ أعيشُ من غيرِ رحيقك ..
وكيف كنتُ سنبلة، ذابلة ..
أتيتَ .. فرويتني ..
فكيف تحرمني الآن من سقائك ؟
وكيف تلسعني ؟ وتمنعني رحيقك ..
وتذهب !
ما حيلتي الآن ؟ سوى أن أرفع رسغاي ..
نحو السماءِ ..
باكية .. خاشعة .. متوسلة .. وقائلةً :
عزائي فيك .. عزائي ..