أن ما يعرف بريجيم (أتكن) لإنقاص وزن الجسم والمحافظة عليه ضمن المعدلات الطبيعية، وحول تأثيرات الإكثار من تناول البروتينات على سلامة الكلى.
وبداية تعتمد حمية (أتكن) على مبدأ أن إحلال البروتينات الغذائية محل سكريات الكربوهيدرات الغذائية، وجعل البروتينات المصدر الرئيسي للطاقة، وسيلة ناجعة في ضبط وزن الجسم. والفكرة، بالمنظور النظري، تبدو جذابة للغاية.
وعلى الرغم من الحماس لدى البعض في الأوساط الطبية لهذه النوعية من التغذية، التي اعتمدتها بعض من شعوب العالم في السابق ولا تزال تعتمد عليها حتى وقتنا الحالي، فإن التغذية الصحية بالمفهوم الطبي اليوم، التي ينصح باتباعها مرضى السكري والأشخاص المصابون بالسمنة ومرضى القلب ومرضى ضعف الكلى والكبد، تقوم على مبدأ جعل سكريات الكربوهيدرات أساس الحصول على طاقة الغذاء اليومي، وبنسبة تتجاوز حوالي 55 في المائة.
وتجعل الدهون الصحية، وبالذات من النوعية غير المشبعة كالتي في الزيوت النباتية، تشكل حوالي 25 في المائة من طاقة الغذاء اليومي.
ولا تنصح بتجاوز نسبة 7 في المائة عند تناول الدهون الحيوانية المشبعة. كما لا تنصح بأن تتجاوز نسبة الطاقة التي تمدنا بها البروتينات مقدار 20 في المائة تقريبا.
وعليه فإن ثمة توجها نحو ضبط تناول البروتينات، وتحديدا أشد نحو تقليل تناول الشحوم الحيوانية.
وبالنسبة للأشخاص الأصحاء، وبالذات من هم صغار أو متوسطو العمر، فإن أجسامهم تتحمل تناول وجبات غذائية عالية المحتوى من البروتينات.
ولكن أجسام من لديهم ضعف في عمل الكلى أو عمل الكبد، أو يتعرضون لما قد يسبب الضعف في أي منهما، قد لا تتحمل التعامل مع تلك الكميات العالية من البروتينات.
وللتوضيح، يحتاج جسم أحدنا للبروتينات، ولكن الجسم لا يقوم بخزن الكميات الزائدة عن حاجته من البروتينات كبروتينات في مخازن الجسم الموجودة في الكبد أو العضلات أو الأنسجة الشحمية. وحينما يتناول أحدنا كمية من البروتينات، الحيوانية أو النباتية المصدر، فإن الجسم يقوم بهضمها وتفتيتها إلى أحماض أمينية.
ومعلوم أن البروتينات بالأصل مكونة من تراكمات الأحماض الأمينية المحتوية على عنصر النيتروجين وعناصر أخرى. ويستخدم الجسم تلك الأحماض الأمينية في البروتينات التي تحتاجها الأنسجة العظمية والعضلات والجلد والأعضاء ومكونات الدم والهرمونات والإنزيمات.
والكمية الزائدة عن الحاجة من هذه البروتينات يقوم الجسم باستخلاص النيتروجين منها، ومن ثم يخرجه عبر الكبد والكلى. ويقوم باستخدام بقية الحمض الأميني، الخالي من النيتروجين، في إنتاج الطاقة.
وحينما لا تعمل الكلى، أو الكبد، بشكل جيد، فإن الفضلات النيتروجينية قد تتسبب بمزيد من الضرر على الكلى أو الكبد، كما ترتفع احتمالات نشوء حصوات في الكلى أو حصول حالة هشاشة العظم.
ولذا فإن الإشكالية في هذه النوعيات من الحمية الغذائية، ذات المحتوى العالي من البروتينات، هي لدى بعض الناس، وذلك في طريقة تخلص الجسم من الفائض عن حاجته منها. كما أن الإشكالية الأخرى فيها تتمثل في الاضطرار إلى تناول منتجات حيوانية المصدر، كوسيلة للحصول على البروتينات.
ومعلوم أن هذه المنتجات كما هي غنية بالبروتينات، هي كذلك تحتوي على الدهون المشبعة والكولسترول. وهو أمر يعرض الجسم لتبعات الإكثار من تناول الدهون والكولسترول.
والإشكالية الثالثة تتمثل في تقليل تناول المنتجات الغذائية عالية المحتوى بسكريات الكربوهيدرات، وهي المنتجات النباتية الغنية أيضا بالعناصر الغذائية المفيدة جدا للجسم، مثل الألياف والفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة.