جئتك و حقيبة العمر تسبقني
جئتك و آلاف الشفاه
تنتصب دويلات في مملكتي
جئتك و خنجر الشهادة
يكتب جولة على صدري
و يمحو جولتين
في هدأة الميلاد
يهرب مني الموعد
تختلط شفاهي بشفاه الآخرين
فأراك نجما يبتلعه كوكب
أرقبك من بعيد
أنثر الخيالات و البسمات
و من خلفي مئات الغيوم تهزم النظرات
أتمتم في وجنتيك
أستعير بؤبؤ عينيك
و أرسم جوابي جداول على شفتيك
تروح و تجيئ فصولا للعشق
يا صديقتي....
ثغرك قاموس للمساءات المبحرة
شعرك أوتار للموج و الذاكرة
يا صديقتي
كل الظلال قد عكست و جهك الآخر
كل العناكب قد نسجتك تاريخا كسولا ممزقا مبلل
يا صديقتي
قد رسمتك ألوانا لقصائدي
و شبهتك بعرائس الليل
فلماذا ترسمين السراب
أنت نجم وقع
من شجرة إسحاق ثم إرتفع
أنت نخلة أصيلة
أسقيها باشعة الحب الوارفة
نخلة أرفع السماء قليلا
لتفرشَ ظلالها الدافئة
كتبت على كفي---أحبك--
و مازلت أراوغ كفي ، يا صديقتي
كل الألوان رحلت
كل الأدوات سقطت
فكيف أكتب؟
و كيف أشطب؟
و كيف أفك الجواب ؟
أنا راحل يا صديقتي
يا آخر دمعة في قاموس الحب
راحل و في قلبي نزهاتك الليلية
راحل على ضفاف عينيك
أرقب شفتيك
أجمع الرمل
و أخطّ ما تبقى من العمر
عسى الرملُ يوما يذكرني
راحل إلى غابات الطفولة
ربما دفتر العشق لا يحوي رقم قلبي
أو ربما هناك من يستعير لقبي
أنا راحل بين البياض و السواد ليستمرَّ وجهُك لمن يأتون بعدي
-------------------------------------
الريحاني - خميس مليانة
باحث في الدراسات الإيقاعية و البلاغية
ماجستير 2009