رغم حالة الرفض الاجتماعي الذي تلاقيه طرق الزواج غير التقليدية في مجتمع محافظ كالجزائر، إلا أن هناك إقبالا لافتا على ظاهرة الزواج عن طريق إعلانات الصحف.
ويقول القائمون على إعداد صفحات "الزواج السعيد" أو "نادي الزواج" إن هاتف الخدمة لا يتوقف عن الرنين، بحيث يتم استقبال مئات المكالمات الهاتفية يوميا من الجنسين بحثا عن شريك العمر.
ومع الإقرار بوجود حالات استثنائية لأشخاص من هواة "اللعب على العواطف"، إلا أن إرسال الباحثين عن زوج أو زوجة بنسخ من هوياتهم وطلبات خطية للصحف، يؤكد وجود شريحة معتبرة من الجزائريين مقتنعة بهذا النوع من الزواج.
400 بيت حلال
وبلغة الأرقام، فقد أحصت جريدة الشروق العربي، وهي أسبوعية كان لها السبق منذ عام 1991 في تخصيص صفحة للراغبين في هذا النوع من الزواج، 9715 طلبا زواج من طرف الذكور و6423 طلب زواج من طرف الإناث.
ووفق إحصائيات الشروق العربي لعام 2000، فقد تم فتح 400 "بيت حلال" بين مشتركي صفحة نادي الزواج في الجريدة، قامت خلالها الصحيفة بدور الوسيط بين الراغبين في الزواج، ولا يعرف في هذا السياق عدد العلاقات التي بنيت في نادي الزواج لكنها لم تنجح لأسباب مختلفة.
ويعترف القائمون على صفحات إعلانات الزواج، بأن العمل في هذا المجال هو اكتشاف لفئة غريبة الأطوار من المجتمع الجزائري، واللافت هو أن أغلب طلبات الزواج تأتي من أشخاص يقيمون بالولايات الداخلية للبلاد، حيث يتميز المحيط الاجتماعي بالقسوة والانغلاق.
وتقول ياسمين، وهي واحدة من المكلفات بصفحة الزواج بجريدة الشروق العربي"إن أغلب المتصلين هم من الولايات الداخلية وهم من فئة الرجال أكثر وللأسف هم أقل جدية من النساء، حيث لا يتحرجون في الاتصال وطلب هاتف أو عنوان الزوجة المرغوب فيها".
وتضيف قائلة "قبل ظهور الهاتف الجوال، كان الوسيط هو البريد والرسائل، وكان الأمر يتطلب جمع الرسائل الموجهة لشخص معين ويتم إرسالها له على عنوانه، أما اليوم وبعد انتشار وسيلة الهاتف الجوال، فقد أصبح الاتصال يتم بيسر".
مطلب رجالي .. وشرط نسائي
ومن جهتها، تقول كتيبة يعلى إحدى العاملات بصفحة الزواج بجريدة "النهار الجديد" إن المواصفات المطلوبة في شريك العمر تختلف بين الرجال والنساء، "فبينما يركز الرجال عموما - وهذا غريب - على زوجة تملك سكنا تشدد النساء على زوج يملك وظيفة مستقرة"، وتتنوع الطلبات الأخرى للطرفين بين الإخلاص في الزواج وعدم إعطاء أهمية للجمال والمستوى التعليمي.
وبخصوص هوية الباحثين عن زوجة أو زوج عبر إعلانات الصحف، فهناك الراغب في التعدد وهناك المطلق والمطلقة، وهناك العانس وكذلك ذوو المستوى التعليمي الجامعي والأميون أيضا، لكنهم يشتركون كلهم في مراسلة الصحف لتقوية الحظوظ في البحث عن شريك العمر.
رأي الشرع
وقال الشيخ يوسف إمام مسجد العربي التبسي بحسين داي "العبرة بالمقاصد وليس بالوسائل، موضحا بالقول "إذا كان الغرض هو إقامة الزواج وفق علاقة شرعية فلا بأس به بشرط ألا يكون هناك غش ولا خيانة".
أما الشيخ شمس الدين بوروبي رئيس جمعية غير معتمدة لتزويج الشباب، فقد تحفظ على هذا النوع من الزواج، واصفا إياه بأنه "انقلاب في فكر المجتمع، حيث أصبح الرجل يبحث عن امرأة تستره مادام يشترط السكن عليها، في حين تحول الأمر عند المرأة إلى عملية اصطياد لزوج عبر الصحف".
طرائف عروض الزواج
وطبعا لا تخلو ظاهرة الزواج عبر إعلانات الصحف، من طرائف وغرائب، أبرزها رفض المشرفات على صفحة الزواج الارتباط بهذه الطريقة رغم معالجة مئات "العروض" اليومية.
كما تم استلام طلب لشخص يريد زوجة بمواصفات الممثلة المصرية سوسن بدر، في حين تم اكتشاف شخص يحتال على الفتيات باسم القضية الفلسطينية حيث يتقدم منهن بصفته شخصا مهموما بالقضية ويطلب دفع أموال لمساعدة الإخوة الفلسطينيين.
ومن القصص الطريفة ضبط شخص ادعى أنه رجل أعمال جزائري يعمل في دبي بالإمارات وعند التحقيق في هويته ظهر أنه متزوج وله أبناء ويقيم في بلدة نائية بالجزائر.