عمري الشاذلي و اخر تصريحاته

لقد تعافيت تماما من الإصابة واستأنفت التدريبات أمس مع التشكيلة استعدادا للجولة الـ17 من البطولة التي سنواجه فيها نادي هانوفر، وأتمنى أن أكون ضمن القائمة التي سيحضرها الطاقم لتلك المواجهة، فأنا أتوق إلى المنافسة بعدما تغيّبت لأكثر من أسبوع عن الفريق بعد إصابتي في الكتف، ولحسن الحظ فإن التمزّق العضلي لم يكن عميقا.

مشوار أي لاعب في كرة القدم لا يخلو من الإصابات، وهذه الرياضة فيها الاندفاع البدني ومن الطبيعي أن نتعرض للإصابات في أي وقت من المباراة سواء رسمية كانت أم ودية، وحتى خلال الحصص التدريبية اليومية يمكن أن نصاب من خلال الاحتكاك فيما بيننا، وأنا أؤمن بالقضاء والقدر وما أصابني أمر طبيعي ولحسن حظي فقط فإن الإصابة الثانية ليست بليغة ولم تبعدني طويلا عن الملاعب بحيث يمكنني العودة إلى المنافسة ابتداء من الجولة المقبلة.

على الرغم من إبعادي منذ مدة إلا أن أملي في العودة إلى المنتخب الوطني بقي قائما، لأن في كرة القدم أي لاعب يمر بمراحل يكون في أوج عطائه وفي بعض الأحيان يتزامن تراجع مستواه مع الوقت الذي يكون فيه المنتخب الوطني بحاجة لخدمات لاعبين جاهزين، خاصة من الناحية البدنية، وعندما علمت بأنني لست ضمن قائمة الخضر الذين سيستعدون لكأس إفريقيا المقبلة بأنغولا، كان رد فعلي طبيعيا رغم أنني لا أنكر أني كنت أمني النفس في العودة إلى المنتخب هذه المرة لأن هدفي مثل أي لاعب هو تمثيل وطني في المحافل الرياضية الكبرى، ولكن لا يمكنني أن أعارض خيارات المدرب بل علي احترامها وتقبل الأمر بكل روح رياضية، والتفكير في ما ينتظرني خلال مشواري الكروي.

كنت أتمنى أن أكون ضمن تعداد المنتخب الوطني الذي سيشارك في كأس أمم إفريقيا، وأنا أجتهد في التدريبات مع فريقي في ألمانيا لأقدم أفضل ما لدي وأحافظ على مستواي، أملا في استدعاء من المدرب الوطني، ولكن يبدو بأن قدري هو أن لا أكون في هذا الموعد، ولكن هذا سيزيدني عزما على التألق ومواصلة المثابرة في التدريبات من أجل العودة إلى صفوف الخضر، خاصة وأننا مقبلون على كأس العالم بجنوب إفريقيا صيف 2010 وهي المنافسة التي يحلم أي لاعب المشاركة فيها.

بطبيعة الحال.. فبالرغم من تغيّب المنتخب الوطني عن طبعتي 2006

و2008 إلا أنه حاليا يعد من بين أقوى المنتخبات إفريقيا، وهو مرشح للذهاب بعيدا في كأس إفريقيا، خاصة بعد المستوى الكبير الذي ظهر به خلال التصفيات الأخيرة وتأهله إلى المونديال عن جدارة واستحقاق بإبعاد للمنتخب المصري، ولئن كان منتخبنا مرشح للتأهل إلى الدور الثاني إلا أن مهمته لن تكون سهلة لأن كل المنتخبات التي ستواجهها سترمي بكامل ثقلها للإطاحة به، خاصة وأننا في مجموعة تضم مالي ومالاوي ومنتخب البلد المنضم أنغولا.

المنتخبات التي تأهلت إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا كلها قوية وجميع المباريات ستكون صعبة للغاية وبما أن منتخبنا في المجموعة التي تضم انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وسلوفينيا فإن مأموريته لن تكون سهلة بتاتا، ولكن يمكننا أن نحقق المفاجئة والتأهل إلى الدور المقبل لأننا نمتلك كل الإمكانيات لتحقيق نتائج طيبة خلال الدور الأول من المونديال.

هما مرشحان على الورق ولا أحد يمكنه تجاهل قوتهما، فالمنتخب الانجليزي معروف بعدد كبير من نجومه ومسيرته كانت جيدة خلال التصفيات المؤهلة للمونديال، وأما منتخب أمريكا فهو وصيف بطل كأس القارات، وقد ظهر بوجه قوي في تلك الدورة التي نظمتها جنوب إفريقيا، بحيث أبعد عدة منتخبات عن طريقه وأقصى منتخب إسبانيا في مباراة المربع الأخير ووقف الند للند أمام المنتخب البرازيلي في النهائي، ولكن هذا لا يقلل من شأن المنتخب الجزائري فالكل سيحسب له ألف حساب وكما قلت لكم سالفا يمكننا تحقيق المفاجأة بالتأهل إلى الدور الثاني.

هذا يبدو للعيان فقط، فالمنتخب السلوفيني حجز بطاقة كأس العالم على حساب منتخبات كانت تبدو أقوى منه خلال التصفيات، وآخرها منتخب روسيا وهذا أكبر دليل على أنه لا يمكن الاستهانة به، بل على العكس يجب الحذر منه لأن طريقة لعبه غير معروفة ويمكن أن يخلق مشاكل جمة في المجموعة الثالثة.

ليعلم الجميع أنني سأكون قلبا وقالبا مع المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا القادمة حتى ولو أنني سأكون بعيدا عن زملائي، وأملي كبير جدا في الالتحاق بهم في أول تربص للمنتخب بعد الموعد الإفريقي.