فـؤاد بـه شـمـس المحـبـة طـالـع *** وليـس لنجـم العـزل فـيـه مـواقـع
صحا الناس من سكر الغرام ومـا صحـا *** وأفرق كـل وهـو فـي الحـان جامـع
حميـا هـواه غـيـر قـهـوة غـيـره *** مــدام دوامــا تقتنيـهـا الأضـلـع
هـوى و صبـابـات ونــار محـبـة *** وتربـة صبـر قـد سقتهـا المـدامـع
أولــع قلـبـي مــن زرود بمـائـه *** ويـا ولهـى كـم مـات ثمـة والــع
ولـى مطمـع بيـن الأجـارع عـهـده *** قديـم وقـد خابـت هنـاك المطـامـع
أيـا زمـان الرنـد الـذي بيـن لعـلـع *** تقضى لنا هل أنـت يـا عصـر راجـع
لقد كان لـي فـي ظـل جاهـك مرتـع *** هـنـي ولــي بالرقمتـيـن مـراتـع
أجـر ذيـول اللهو في ساحـة اللـقـا *** و أجنـي ثمـار القـرب وهـى أيانـع
وأشرب كـأس الوصـل راحـا براحـة *** تصفـق بالرايـات منـهـا الأصـابـع
تصـرم ذاك العمـر حـتـى كأنـنـي *** أعيـش بـلا عمـر وللعـيـش مـانـع
مذ أغبر خضر العيش وابيضـت لمتـى *** تسـود صبـحـى فالـدمـوع فـواقـع
صليـت بنـار أضـر منـهـا ثـلاثـة *** غـرام وشـوق والـديـار الشـواسـع
فـلا نـار إلا مــا فــؤادي محـلـه *** ومـا السحـر إلا مـا الجفـون تـدافـع
ولا وجـد إلا مـا أقاسيـه فـي الهـوى *** ولا مـوت إلا مــا إلـيـه أســارع
أيا يوسـف الدنيـا لفقـدك فـي الحشـا *** من الحزن يعقـوب فهـل أنـت راجـع
أتينـا تجـار الـذل نـحـو عزيـزكـم *** وأرواحنـا المزجـاة تلـك البضـائـع
فـإن تـكُ عطفـا أنـت أهـل لأهـلـه *** أمــا أن يـكـن دون اللـقـا مـوانـع
تحكـم بـمـا تـهـواه فــي فإنـنـي *** فقـيـر لسلـطـان المحـبـة طـائـع
فكـل الـذي يقضيـه فــي رضـاكـم *** مرامي وفوق القصـد مـا أنـت صانـع
حببتـك لا لـي بــل لأنــك أهـلـه *** ومـا لـي فـي شـيء سـواك مطامـع
فَصِـل إن تُـرِد ودع وعـد عـن اللقـا *** وأوعـد وعـد وعـداً فمـا أنـا قانـع
تلـذ لــي الآلام إذ أنــت مسقـمـي *** وإن تمتحنـي فهـي عنـدي صنـائـع
فقـام الهـوى عنـدي مقامـي فكننـتـه *** وغيبـت عـن كونـي فعشقـي جامـع
غرامـي غــرام لا يـقـاس بغـيـره *** ودون هيـامـي للمحـبـيـن مـانــع
فــؤادي والتبـريـح لـلــروح لازم *** وسقـمـي والآلام للـجـسـم تـابــع
وبصري وبعدي وأشجاني وشوقي ولوعتي *** لجوهـر ذاتـي فـي الغـرام طبـائـع
وشوقـي نـار والهـوى فهـو الهـوى *** وتربـي والمـاء وذلـتـي والمـدامـع
يلـوم الـورى نفسـي لفـرط جنونهـا *** ولـيـس بـأذنـي للمـلامـة سـامـع
ومـذ أودعـت أحشائـي حبـك إنـنـي *** لسـهـم قـسـي النائـبـات مـواقـع
ومـا لـي إن حـل الـبـلاء التفاتة *** ومـا لـي وإن جـاء النعيـم مـراتـع
ولا أنـا مـن يسلـو ببعـض غرائـب *** عن بعـض بـل بالكـل مـا أنـا قانـع
وشوقـي مـا شوقـي وقـيـت فـإنـه *** جحيـم لـه بيـن الضـلـوع فـراقـع
وبـي كمـد لــو حملـتـه جبالـهـا *** لدكـت برضواهـا وهـدت صـوامـع
يخيـل لـي أن السمـاء علـى الـثـرى *** طباقـا وأنـي بـيـن ذلــك واقــع
ونفـسـي نـفـس أي نـفـس أبـيـة *** ترى الموت نصب العين وهـي تسـارع
فهمـي وفهمـي ذا علـيـك وفـيـك ذا *** وجـدي ووجــدي زائــد ومتـابـع
تسـامـر عيـنـي السُـهـا لسهـادهـا *** وتسـأل بـل مـا سـال إلا المـدامـع
ويطرق منـك الطيـف جفنـي بغيبتـي *** وكـم زاره طيـف ومـا هـو هـاجـع
يخبرنـي عنـك الصبـا وهـو جاهـل *** فتلـتـذ مــن أخبـاركـم المسـامـع
إذا زمزمـت وُرق علـى غصـن بانـة *** وجـاوب قمـري علـى الأيـك ساجـع
فأذني لـم تسمـع سـوى نغمـة الهـوى *** ومنكـم فإنـي لا مـن الطيـر سـامـع
وعـن أي أمـن كـان إن هـب ضائـع *** لكم فيـه مـن عطـر الغـرام بضائـع
وإن زجر الرعد الحجـازي بالصفـا *** وأبـرق مـن شِعـب جيـاد لوامـع
يصـور لـي الوهـم المخيـل أن ذا *** ثنـاك وهـذا مـن ثنايـاك ساطـع
فأسمع عنكـم وكـم أخـرس ناطقـا *** وأشهدكـم في كـل شـيء أطالـع
إذا شاهـدت عينـي جمـال ملاحـة *** فمـا نظـري إلا بعيـنـك واقــع
وما هز من غصن فتى تحت طلعـة *** من البدر أبدت ما خفتهـا الأضالـع
ولا نقطـت خـال الملاحـة بهجـة *** علـى وجنـة إلا وحرفـك طـالـع
فأنت الذي لـي فيـه يظهـر حسنـه *** به لا بنفسي مـا لـه مـن ينـازع
تخذتـك وجهـا والأنـام بطـانـة *** فأنجمهـم غابـت وشمسـك طالـع
فدينـي وإسلامـي وتقـواي إننـي *** بحبـك فـان لإئتـمـارك طـائـع
إذا قيل قـل لا قلـت غيـر جمالهـا *** وإن قيـل إلا قلـت حسنـك شائـع
أكبر في التحريم ذاك عـن السـوى *** و باسمـك تسبيحـي إذ أنـا خاشـع
فأسجد كي أفنى وأفنـى عـن الفنـا *** وأسجـد أخـرى والمتـيـم والــع
وقلبـي مـذ أبقـاه حسنـك عنـده *** تحياتـه منكـم إليـكـم تـسـارع
صيامي هو الإمساك عن رؤية السوي *** وفطري أنـي نحـو وجهـك راكـع
وبذلي نفسـي فـي هـواك صبابـة *** زكاة جمال منك في القلـب ساطـع
أرى مزج قلبي مع وجـودي جنابـة *** فماء طهوري أنـت والغيـر مائـع
أيا كعبـة الآمـال وجهـك حجتـي *** وعمـرة نسُكـي أنـي فيـك والـع
كأن صفات منك تدعـو إلـى العـلا *** فرت بقلبـي فاستبانـت شـو اسـع
وكنـت كـآلات وأنـت الـذي بهـا *** تصرف بالمقـدور مـا هـو واقـع
ومـا إن جبـري للعقـيـدة إنـنـي *** محب فنى فيمـن حوتـه الأضالـع
فها أنا في تطـواف كعبـة حسنهـا *** أدور ومعنـى الـدور أنـي راجـع
أقبل خـال الحسـن والحجـر الـذي *** لنا مـن قديـم العهـد فيـه ودائـع
ومعنـاه أن النفـس فيهـا لطيـفـة *** بها تقبل الأوصاف والـذات شائـع
ترى هل لموسى القلب في زمزم اللقا *** مراضع لا حرمت تلـك المراضـع
فيذهب وصفي في صفـات صفاتكـم *** ليسعى لمرو الـذات وهـي تسـارع
ولا عرفـات الوصـل إلا جنابكـم *** فطوبى لمن في حضرة القرب يانـع
على علمي معنـاك ضـدان جمعـا *** ويا لهفـي ضـدان كيـف التجامـع
وكم من منى لي في منى حضراتكـم *** ويـا حسرتـي إن المحسـر شاسـع
فمكنت من ملـك الغـرام وهـا أنـا *** مليك وسيفي فـي الصبابـة قاطـع
حثثنا مطايـا العـزم نحـو محمـد *** وطفنـا وداعـاً والدمـوع هوامـع
حمى درست فـي العالميـن طريقـه *** فعز وكم قد خاب فـي العـز طامـع
محل بحال القـرب حالـت رسومـه *** وأوج منيـع دونـه البـرق لامــع
هي النفس نعمـت مركبـاً ومطيـة *** فليـس لهـا دون المـرام مـوانـع
وها أنـا ذا أخفـي وأظهـر تـارة *** لرمز الهوى ما السـر عنـدي ذائـع
ولكنـي آتـيـك بالـبـدر أبلـجـا *** وأخفيه أخرى كـي تصـان الودائـع
تجلى حبيبـي فـي مرائـي جمالـه *** ففي كـل مـرأى للحبيـب طلائـع
فلمـا تـبـدى حسـنـه متنـوعـا *** تسمـى بأسمـاء فـهـن مطـالـع
وأبـرز منـه فيـه آثـار وصفـه *** فذالكـم آثـار مـن هـو صـانـع
فأوصافـه والاسـم والأثـر الـذي *** هو الكون عيـن الـذات والله جامـع
تجلى حبيبي فـي مرائـي جمالـه *** ففي كل مـرأى للحبيـب طلائـع
فلمـا تبـدى حسـنـه متنـوعـا *** تسمـى بأسمـاء فهـن مطـالـع
وأبرز منـه فيـه آثـار وصفـه *** فذالكـم آثـار مـن هـو صانـع
فأوصافه والاسـم والأثـر الـذي *** هو الكون عين الـذات والله جامـع
فما ثم من شيء سوى الله في الورى *** وما ثم مسمـوع ومـا ثـم سامـع
هو العرش والكرسي والمنظر العلى *** هو السدرة اللاتي إليهـا المراجـع
هو الحكم والتأثير والأمر والقضـا *** هو العـز والسلطـان والمتواضـع
هو اللفظ والمعنى وصـورة كلمـا *** يجول من المعقـول أو هـو واقـع
هو الموجد للأشياء وعين وجودهـا *** وعين ذوات الكـل وهـو الموانـع
بدت في نجوم الخلق أنوار شمسـه *** فلم يبق حكم النجم والشمس طالـع
حقائـق ذات فـي مراتـب حقـه **** تسمى بإسم الخلق والخلـق واسـع
وفي فيـه روحـي نفخـت كنايـة *** هل الروح إلا عينـه يـا منـازع
ونزهه عن حكم الحلـول فمـا لـه *** سوى وإلى توحيده الأمـر راجـع
فيا أحدي الذات فـي عيـن كثـرة *** ويا موجد الأشيـاء ذاتـك شائـع
تجليت في الأشيـاء حيـن خلقتهـا *** فها هي ميطت عنك فيهـا البراقـع
قطعت الورى من ذات نفسك قطعة *** ولم تك موصولا ولا فصل قاطـع
ولكنهـا أحكـام رتبتـك اقتضـت *** ألوهيـة للضـد فيـك التجـامـع
فأنت الورى حقـا وأنـت إمامنـا *** وإنك ما يعلو ومـا هـو واضـع
وما الخلق في التمثـال إلا كثلجـة *** وأنت بها الماء الـذي هـو نابـع
فما الثلج في تحقيقنـا غيـر مائـه *** وغير ان في حكم دعتـه الشرائـع
ولكن بذوب الثلـج يرفـع حكمـه *** ويوضع حكم الماء والأمـر واقـع
تجمعت الأضداد في واحـد البهـا *** وفيه تلاشت فهـو عنهـن ساطـع
فكل بهـاء فـي ملاحـة صـورة *** على كل قد شابـه الغصـن يانـع
وكل اسوداد فـي تصافيـق طـرة *** وكل احمرار في الطلائـع صانـع
وكل كحيل الطـرف يقتـل صبـه *** بماض كسيف الهند حال مضـارع
وكل مليـح بالملاحـة قـد زهـا *** وكـل جميـل بالمحاسـن بـازع
وكل لطيـف جـل أو دق حسنـه *** وكل جليل وهو باللطـف صـادع
محاسـن مـن أنشـاه ذلـك كلـه *** فوحد ولا تشرك بـه فهـو واسـع
وإيـاك لا تلفـظ بغيريـة إليهـا *** فما ثم غير وهـو بالحسـن بـادع