مرة اخري وليست الاخيرة فرض المنتخب الوطني المصري كلمته واحترامه علي العالم اجمع، وفاز بطل قارة افريقيا علي منتخب ايطاليا بطل العالم ليسطر اسمه من جديد علي خريطة الكرة العالمية.
وسجل التاريخ شهادة ميلاد جديدة لهذا المنتخب الذي لم تنجب الملاعب المصرية مثيلا له، وفاز منتخب مصر علي ملوك الكرة الدفاعية والذي ذاق من نفس كأس مدرسته الشهيرة علي يد المصريين الذين اتموا مهمتهم علي اكمل وجه.
والشيء الوحيد الذي خرج به جميع المتابعين من هذه المباراة هو ان منتخب مصر اثبت انه يستطيع مجابهة الكبار بما يملكون من اسماء وتاريخ، واثبت ايضا انه يستطيع ان يواجه اي مدرسة مهما كان الاختلاف بينها وهو ما ثبت عمليا خلال مباراتي البرازيل وايطاليا في كأس القارات.
تريكة ومعوض الافضل وحمص مندوب الدروايش
وبالعودة للمباراة نجد ان المباراة كانت هي الافضل تكتيكيا من الفريقين، ويمكن نطلق عليها "معركة الوسط"، حيث شهدت انتشارا رائعا للمنتخب المصري في مواجهة ابطال العالم، ولم تكن نسبة الاستحواذ عالية لأي من المنتخبين، حيث كانت 55% لايطاليا مقابل 45 لمصر، ومن هنا يتضح ان مصر فرضت اسلوبها علي ايطاليا.
وفاجأ حسن شحاتة الجميع بتغييرات في مراكز خط الدفاع، حيث لعب وائل جمعة في اليسار واحمد اوكا في اليمين فيما استمر هاني سعيد في ليبرو، ونجحت هذه الرؤية الجديدة في التصدي للهجوم الازوري الذي اضطر لاعبوه للجوء لسلاح التصويب البعيد علي الرغم من العدد الكبير من التمريرات والتي وصلت الي 520 تمريرة مقابل 418 لمصر.
وظل محمد ابوتريكة هو صانع الالعاب القدير لمنتخب مصر، وكتب احمد فتحي شهادة ميلاد جديدة له بعد اداء اكثر من رائع خاصة خلال الشوط الاول، وكان ابوتريكة وفتحي هما الاعلي تمريرا خلال المباراة، حيث مرر الاول 50 تمريرة منها 38 تمريرة مؤثرة (76%)، فيما مرر فتحي 47 تمريرة منها 30 تمريرة صحيحة (62%) وهي نسبة جيدة بالنظر لاسم المنافس.
نظرية الاستحواذ لم تثبت صحتها مجددا
واثبتت مباراة مصر وايطاليا ان نسبة الاستحواذ ليست هي كل المراد لاي فريق، فمنتخب مصر استطاع ان يتقدم برأس صاحب الفرح محمد حمص مندوب الاسماعيلي من اول كرة علي مرمي بوفون افضل حارس مرمي في العالم، وهي ايضا الكرة الوحيدة المؤثرة لحمص طوال المباراة بعد الدفع به في مباراة كبيرة وهو معذور نظرا لابتعاده عن المشاركة مع هذا المنتخب.
وتمكن حسني عبدربه من ايقاف الخطير زامبروتا في وسط الملعب، فيما ظلت ورقة اندريا بيرلو الرابحة هي التي تستطيع ان تحدث الفارق في اي لحظة، وكان هو اكثر لاعبي ايطاليا تمريرا، حيث مرر 80 تمريرة وهو عدد كبير منها 57 تمريرة صحيحة بنسبة 71%، فيما كان دي روسي هو الاخطر ومرر 71 تمريرة منها 58% صحيحة بنسبة 81%.
والشيء الابرز علي مدار المباراة هو عودة التمركز الصحيح للدفاع المصري وال ي كان في اختبار حقيق امام صاحب هذه المدرسة والذي عاني كثيرا من اجل تحقيق هدف التعادل في ظل الوجود الدائم لهاني سعيد وجمعة واوكا وفتحي الذين تفوقوا علي ياوكينتا ولوكا توني وجاتوسو وبيرلو.
الحضري رجل المباراة الاول
اثبت حارس مرمي منتخب مصر الوطني عصام الحضري انه بالفعل الحارس الاول وصاحب البصمة الاكبر في هذا الفوز، حيث تمكن من التصدي لسبع اهداف محققة وهو رقم ليس بالقليل ووارد من منتخب مصل ايطاليا، هذا بخلاف التسديدات التي ذهبت خارج المرمي بفضل توجيهاته لخط دفاعه.
في مقابل اختبر بوفون في ثلاث مناسبات مؤكدة سكنت واحدة منها شباكه بهدف حمص الفضائي والذي لا يسأل عنه افضل حارس في العالم، فيما ظهر كانافارو غائبا عن مستواه المعهود بسبب عودته من الاصابة بجانب تألق مهاجمي مصر.
ايطاليا تتفوق في صراع الارقام .. ومصر تنهيها بفوز تاريخي
وبالنظر الي احصائيات المباراة نجد ان ايطاليا تفوقت في كل شيء، الا التنظيم في بناء الهجمات بعد ان فرضت مصر عليهم اللجوء الي التمرير الطولي غير المجدي، والتسديد البعيد وعشوائية الضربات الحرة المباشرة وغير المباشرة والتي ذهبت جميعا بعيدة عن التأثير علي مرمي الحضري.
وكان لايطاليا الغلبة في عدد التسديدات، حيث كان لها مجموع 15 تصويبة علي المرمي منها 7 تصدي لها الحضري و8 خارج الخشابات الثلاث، فيما سدد الفراعنة 5 تسديدات فقط ثلاثة منها علي المرمي واثنتين خارجه.
واحتسب اللقاء سبع ركنيات لايطاليا مقابل ثلاث لمصر، بينما تعادل المنتخبين في عدد التسلل بعد احتسب حاملي الراية اثنتين علي كل منتخب.
يجدر الإشارة الي ان من ضمن الارقام الهامة للكرة المصرية، ان هذا الجيل يحسب له اكبر انجاز وهو الفوز علي بطل العالم ليكون الاول عربيا وإفريقيا الذي يحقق هذا الفوز التاريخي في بطولة عالمية.