لم يدفع فيها "مليما" قناة طارق نور على حساب التلفزيون المصرى يراهن الإعلامى طارق نور على قناة "القاهرة والناس" لجذب الجمهور المصرى
والعربى لم يدفع فيها مليما فالشراكة وتداخل المصالح بين وكالته والتلفزيون المصرى أتاحت له الفرصة أن يطلق قناة فضائية بالكامل دون أن يتكلف أى مصاريف ولا حتى أجر تردد البث على القمر الصناعى المصرى نايل سات وهو تقريبا 200 ألف جنيه فى الشهر، بل إن قوانين شركة نايل سات لا تؤجر تردد البث إلا على الأقل لمدة سنة قابلة للتقسيط بشرط دفع 3 أشهر كتأمين لضمان الالتزام،
ولكن علاقة نور الاستثنائية بوزارة الإعلام جعلت الاستثناء قاعدة ومنحته كل التسهيلات لإطلاق القناة.
المفاجأة الثانية، أن المواد المرئية التى تعرض على القناة فهى على النوتة على حساب التلفزيون المصرى وهى برامج فيش وتشبيه من تقديم لميس الحديدى وباب الشمس لرولا جبريل وكذلك برنامج طونى خليفة لماذا والذى سيعرض بعد رمضان على التلفزيون المصرى، وذلك فضلا عن بعض المواد الأخرى من بينها مسلسل انجليزى بعنوان "معالى الوزير" و"نشرة أخبار الفراخ" وغيرها من المواد الأخرى التى تم إنتاجها بنظام الإنتاج المشترك بين نور والتلفزيون.
وقام محمود بركة صاحب شركة بركة ديزاين بدور وسيط الانتاج أو سمسار للصفقة بين الطرفين، بينما كان نور المنتج الفنى وفى هذه الحالة يقوم التلفزيون بتحويل تكلفة الإنتاج على دفعات الى المنتج الفنى، ليقوم بالإنفاق على عملية الإنتاج،
ويؤجل المنتج الفنى وهو طارق نور دفع الدفعات الخاصة به كشريك إنتاج حتى يتم تسليم وعرض الحلقات وهكذا يتم تسديدها من العائد الإعلانى فيما بعد، وبذلك يصبح المنتج الفنى شريكا فى الانتاج بدون أن يدفع مليما، بل والأكثر من هذا أن المنتج الفنى يصبح له الحق فى إدارة وتسويق المنتج أى أنه يتحكم فى أماكن ومواعيد عرض هذه البرامج وهو بالفعل ما حدث.
ويتم عرض برنامجى فيش وتشبيه وباب الشمس على التلفزيون فى وقت متأخر بعد أن يتم عرضهما على شاشة قناة "القاهرة والناس"، ويبلغ متوسط إنتاج البرنامج الواحد ما بين 4 إلى 5 ملايين جنيه ما بين ديكورات وأجور إضافة إلى المقابل المادى الذى يحصل عليه ضيوف البرامج.
وللخروج بأكبر قدر من الأرباح من هذه الصفقة، قام طارق نور من خلال وكالته المحتكرة لإعلانات التلفزيون ربط الإعلان على شاشة التلفزيون بالإعلان على قناته القاهرة والناس، وبذلك يضمن نجاحا إعلانيا وتسويقيا يساعده على الاستمرار فى البث بعد رمضان وليس فى رمضان فقط، كما أعلن فى محاولة لإقناع المعلنين أن الإعلان على القاهرة و الناس هدية مجانية على الإعلان بالتلفزيون وهو أمر مغاير للواقع لأن الإعلانات تأتى على البرنامج وليس للقناة والبرنامج يستمد قيمته من عرضه على شاشة التلفزيون المصرى ، وبذلك يضمن نور نجاح قناته إعلانيا على حساب التلفزيون المصرى الذى دفع كل التكاليف من أموال الشعب وترك المكاسب لنور وحده.
لم ينته سيناريو العلاقة بين نور وأنس الفقى، وزير الإعلام ، حتى هذه المرحلة
فما زال هناك فصول أخرى ستأتى تباعا بعدما ينفض مولد رمضان الذى خرج نور منه مستحوزا على تورتة الإعلانات بأكملها ، يتوقع الكثيرون أن ينسحب نور بمعلنيه تدريجيا من على شاشة التلفزيون المصرى إلى قناته والقنوات الفضائية الأخرى التى يتعامل معها، وذلك لمعرفة نور من واقع خبرته مع التلفزيون المصرى بتراجع الإقبال الإعلانى على شاشة التلفزيون المصرى بعد رمضان وهو السبب الذى لأجله قام الوزير بتسليم تورتة الاعلانات لطارق على أمل تنشيط العملية الإعلانية طوال العام بعد انتهاء شهر رمضان.
إضافة إلى ذلك سياسة نور الإعلانية الذى ترك الدقيقة الاعلانية بالتلفزيون للمضاربة للعرض والطلب بين المعلنين حتى زادت دقيقة الإعلان ما بين سعرها الحقيقى ونسبة الوكالة عليها وهكذا تسبب نور فى هروب عدد كبير من المعلنين من التلفزيون المصرى فى رمضان ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد بعد رمضان بسبب تحكم نور فى أسعار وعدد الدقائق الإعلانية على شاشة التلفزيون المصرى.