</SPAN>
المكان : جبال الضنية في شمال لبنان...
الزمان:اواخر 1999 بداية 2000
.....
كان ابو مصعب مستلقيا في خندقه بجوار اخيه ابا عبدالله
يواجهان كغيرهم من الشباب المجاهد..وابلاً من النيران والقذائف المنهمرة فوق معسكرهم الصغير..
لقد وقعت المعركة ولم يكونوا قد استعدوا لها في الأصل..
تفوق واضح بالعدة والعتاد والعديد للجيوش المنقضة عليهم...
وهنا بدأ ابو مصعب يعيد التفكير ملياً كيف وصل الى هنا..
يتذكر تلك الأيام القريبة..ايام كان مع اخوانه يتشاورون بأنه قد طفح الكيل..
وغابت شمس الصبر لتشرق من بين اشعتها شمس الخمول والضعف..
انذاك جاءه ابا عبدالله ومعه رسالة فرح..
سنترك طرابلس لنستقر في اعالي الجبال الى حين نغدو على اهبة الإستعداد
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحكم بما انزل الله ..
لم يتمالك ابو مصعب الفرحة
ومن حينه تعاهد مع عدد من الأخوة وتبايعوا فيما بينهم على النضال بغية اجتثاث بؤر الفساد والشر من اوكار مدينتهم..
عاد اصوات المدفعية لتنسيه احلام الغفلة التي كان بها..
- متى سيتوقف القصف برأيك؟؟ سأل ابا عبدالله
- لا يهم ..المهم اننا على الحق..لن نهاب الموت لأننا بإذن المولى نحتسب شهداء والله اعلم بنفوسنا..
وخيم صمت بينهما ..صمت تحسسه ابو مصعب رغم ان القصف والأعيرة النارية لم تتوقف منذ ثلاثة ايام بلياليها..
انها الظهيرة..
اشتد وقع القصف على غير عادة بدرجة غير مسبوقة..
اغمض ابو مصعب عينيه..
"امرأة لا توصف اقتربت منه..اعجز عن وصفها..بيضاء البشرة ولكنني لم اعهد هكذا بياض...بياض اقرب للشفافية..اقرب الى لوحة زجاجية تبهر الناظر اليها..
ترتدي ثياباً بيضاء لا مثيل لنضارتها..
- انت!!اانت هي؟!!!حور العين؟!!!
تبسمت له فأضاءت الكون من حوله..
- نعم انا حور العين..انا زوجة الشهيد..
لم يصدق ابو مصعب ما رآه..مد يده اليها يريد معانقتها..
- لا لم آت ِ اليك اليوم ابو مصعب..انما جئت لأخذ زوجي ابا عبدالله.."
بووووووووووووووم
قذيفة سقطت جد قريبا من خندقهم
استفاق ابو مصعب..
التفت الى ابا عبدالله وقال:
لن تصدق ما رأيت الحين في رؤياي ..
ايييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي
واضاء المكان وهج عنيف...وصوت دوي لا مثيل له..
دخان خيم حول المكان وتبعثر للحوم بشرية ..
التفت ابو مصعب يمنة ويسرة
وجد ابا عبدالله مبتسماً..ولكنه ساكن لا يحرك..اخترقت جسده الطاهر قنبلة عشوائية
....
كانت الشظايا تغرز في جسد ابو مصعب..وكان ينزف بقوة..
لكنه لم يبالي بنفسه..
نظر الى صديقه ورفيق دربه وقال..
كنت اريد ان اكون اول من يبشرك بعروسك ابا عبدالله
وسقط مغشياً عليه
الأحد يونيو 27, 2010 11:35 pm من طرف nabil